كيف تطوَّرت حركةُ الرِّباطِ في المسجد الأقصى؟

by admin
2013 views

بعد اقتحام رئيس الوزراء الصهيوني (أرئيل شارون) للمسجد الأقصى، اشتعلت انتفاضة الأقصى عام 2000م، ثم بادرت الحركة الإسلامية في الداخل بقيادة الشيخ رائد صلاح، بالتفكير في ضرورة حماية المسجد الأقصى وعمارته بالمصلين على مدار الساعة حتى لا ينفرد به الاحتلال؛ فأطلقوا حينها ما عُرِف باسم “مسيرة البيارق” و”قوافل شد الرحال”؛ لنقل المصلين من مناطق الجليل والمثلث والنقب والساحل إلى المسجد الأقصى بشكل يومي، عبر حافلات خُصِّصَت لهذا الغرض؛ فكان لها أثر إيجابي مباشر في إحياء الأقصى، وإنعاش الحياة الاقتصادية في البلدة القديمة في القدس.  

    وجاءت ثاني مراحل مسيرة الرباط في الأقصى بتأسيس حلقات “مصاطب العلم”، حين رعت الحركة الإسلامية في الداخل عام 2008 إقامة 36 حلقة/مصطبة علم داخل المسجد، بحيث تستقبل الراغبين في تلقِّي العلم الشرعي؛ من قرآن وقراءات وفقه وسيرة وسنة، عبر دورات علمية منهجية، من مختلف الأعمار، تطوَّرت بشكلٍ تدريجيٍّ حتى وصل عدد منتسبيها إلى 1200 طالب عام 2011، شكّلوا حلقات علم دائمة الحضور والمرابطة داخل المسجد، ومن خلالها كانوا يتصدون للمقتحمين ويحاولون طردهم رغم ما كانوا يلاقونه من اعتداء ومشاق.

ثمَّ كان العام 2015، عام الحرب الإسرائيلية المعلنة على المرابطين؛ فأصدرت مخابرات الاحتلال يوم 23 آب/ أغسطس 2015، قائمة تضم أسماء نحو (20) مرابطة من النساء المقدسيَّات، ثم زادت القائمة لتضم 55 اسمًا، باتت تُعْرَفُ في أوساط الناشطين بـ “القائمة الذهبيَّة”، حُرِمَ جميع المرابطات الواردة أسماؤهن فيها من حقوقهن في دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه، كما أصدر وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون، في الشهر نفسه، قرارًا باعتبار المرابطين والمرابطات منظمة محظورة، وذلك بناء على توصية من شرطة الاحتلال و”جهاز الأمن العام”، “معتبرًا إيَّاهم عاملًا رئيسًا في خلق التوتر والعنف.. وتقويض سيادة إسرائيل على المسجد الأقصى المبارك”!!. الأمر الذي يعكس عنجهية الاحتلال وفرضه الوقائع على الأرض رغم مخالفتها للمنطق، فيصبح – حسب القرار- تواجد المصلين المسلمين في مسجدهم عامل توتر وعنف، بينما يعتبر اقتحام الجنود والمتطرفين للمسجد الأقصى لا يؤدي إلى ذلك!

لكن حظر الرباط وتجريمه من الاحتلال لم يمنع المرابطين والمرابطات من الاستمرار في وجودهم ومرابطتهم على أبواب الأقصى، وأدُّوا دورًا فارقًا في هبَّة باب الأسباط، في يوليو 2017، وذلك أنَّهم قَادُوا الاعتصامات على أبواب الأقصى؛ فتوسَّع مفهوم الرباط وانضمَّ لهم الآلاف من أهل مدينة القدس ومن استطاع الوصول إليهم من أهالي مناطق 1948، وقد نجح الاعتصام في كسر إرادة الاحتلال وإعادة الوضع في الأقصى كما كان سابقًا، وحققوا الانتصار بدخول المسلمين إلى الأقصى دون المرور بالبوابات الإلكترونية (كاشفات المعادن) التي أراد الاحتلال فرضها على مداخل الأقصى كممارسة جديدة لفرض السيطرة والتحكم في المسجد الأقصى.      

Related Articles