ما هي الأشياء التي يحرُم فعلُها أو يُكرَه القيام بها في المسجد الأقصى المبارك؟

by admin
708 views

أجاب عليه: د. عبد الكريم مِقْداد

بيَّن العلماءُ بعضَ الأمورِ التي يُكره فعلها في المسجد الأقصى المبارك أو إطلاقها عليه، ومنها:

أ‌. لا يؤخذ شيء من ترابه وحصاه:

ذهب الشافعيَّةُ ومَن وافقهم من الفقهاءِ إلى حُرمةِ أخْذِ شيءٍ من تراب المسجد الأقصى أو حصاه وحجره.

قال السيوطي: “يَحْرُمُ أَخْذُ شَيْءٍ مِنْ أَجْزَائِهِ، وَحَجَرِهِ وَحَصَاهُ وَتُرَابِهِ وَزَيْتِهِ وَشَمْعِهِ” الأشباه والنظائر (ص: 421).

وكذلك يحرُم فيه ما يحرُم بحقِّ باقي المساجد من مُكث الحائض فيه، إلا أن المعاصرين من العلماء ونظراً لخصوصيَّة المسجد الأقصى وحاجته للمرابطين فيه استثنوا في هذا الزمان منع الحُيَّض المكث فيه بشرط أمن تلويثه. انظر (فتاوى فقهية تتعلق بالمسجد الأقصى المبارك ص41).

ب‌.  المسجد الأقصى ليس حرماً بالمعنى الاصطلاحي:

الحرم بالمعنى الاصطلاحي: هو ما يحرُم صيْدُه وقطع نباته وأشجاره، وتتعلق به أحكامٌ فقهيَّةٌ خاصَّة لا تكون لغيره من المساجد؛ كحرم مكة والمدينة، وهو بهذا المعنى يحرم إطلاقه على المسجد الأقصى المبارك؛ فالمسجد الأقصى لا تحرم لقطته إذا عُرِّفت -وفق أحكام اللقطة- ولا يُمنع صيده وقطع نباته وغير ذلك.

أما بالمعنى اللغوي للحرم أي ما يعظم انتهاكه واحتقاره ويجب الدفاع عنه وحمايته والقتال دونه وهو ممَّا شاع استعماله في حق الزوجة والأخوات والجامعة وغيرها من الأشياء، فلا إشكال في ذلك.

وقد جاء في فتاوى الهيئة العامة للشؤون الإسلامية في الإمارات: “الحرم بالمعنى الفقهي له أحكام خاصة تنطبق على الحرم المكي والحرم المدني لا غيرهما، ولفظ الحرم القدسي أُطلِق في الفترة الأخيرة على منطقة المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ولا حرج في ذلك من باب المجاز، فهو ثاني مسجد بني على الأرض، وأولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد الرحال إليها لفضلها،  والله أعلم”.

ت‌.  لا يجوز التمسح بجدرانه وأبنيته والطواف به:

لا يجوز لمن زار المسجد الأقصى أن يتمسح به أو يُقَبِّل أبنيته، أو أنْ يطوف به، وما ورد من أن بعض الناس كانوا يطوفون أو يقفون في ساحة الأقصى يوم عرفة فهو من البدع التي لا تجوز؛ لأنّ الطواف لا يكون إلاّ بالبيت الحرام فقط. ومن هنا كره الإمام مالك المجيء إلى بيت المقدس بقصد تخصيص المجيء بوقت معين؛ كوقت الحج الذي يذهب إليه جماعة فيقفون بساحته يوم عرفة، تشبهاً بالوقوف بعرفة، وينحرون الأضاحي تشبهاً بنحر الحجاج في منى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذا في أي بقعة أو مسجد على عهده.

ث‌.  لم يرد ما يدل على تعظيم الصخرة كونها قبلة المسلمين الأولى:

لم يَرِدْ عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام أو أحدٍ من أصحابه تعظيماً للصخرة، وإنما عظَّمها اليهود وبعض النصارى، وما يُذكر من أن هناك أثرًا لقدم النبي صلى الله عليه وسلم أوعمامته وغير ذلك فكله كذب وافتراء.

هذه جملة من الأحكام الفقهية الخاصة بالمسجد الأقصى المبارك سائلين الله تعالى أن يُحرره من أيدي المغتصبين، وأن يَرُدَّه إلى أهل الإسلام رداً جميلاً، وأن يرزقنا صلاة فيه.

Related Articles